كتابات
كتابات للحبيب محمدمثلث التغيير
لله الحمد وله الشكر أن عرّفنا سبيل الوصول إليه ، ودلّنا على نهج الحياة الكريمة والعز والشرف لنكون أعلى الخلق مكانا وأرفعهم شأنا ، ببعث حبيبه فينا ومنّا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان .
كل عاقل اليوم لا يرضى بحال المجتمع الاسلامي وما وصل إليه من تفكك وتشرذم وتأخر فكري وحضاري ، فتجده يسعى حثيثا لإحداث شيء من التغيير والاصلاح .. ويبحث عن نقطة الانطلاق ومنهجية واضحة للتغيير ، والحقيقة أنه لن يجد أقوى ولا أفضل من منهجية رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير ، والتي تبنّاها في دعوته إلى دين الله ابتداء من مكة ووصولا للعالم كله حتى قال صلى الله عليه وسلم : ” لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام ، بعزّ عزيز وذل ذليل ” .
ويمكن أن نخلص النقاط الاساسية لهذه المنهجية هذا في نقاط :
” التغيير يبدأ بالنفس ” أو كما يقولون ” التغيير يبدأ من الداخل ” . عندما يتملّكك الايمان الكامل بالفكرة والعزم على التغيير الذاتي ، عندها تكون قد خطوت الخطوة الأولى
، قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
استخدام الوسائل الثلاثة للتغيير في أي مجتمع ” مثلث التغيير ” وهي :
1. الاقناع .. ” خاطبوا الناس على قدر عقولهم ” ، ولا أمثل ولا أفضل من أسلوب رسول الله صلى الله عليه سلم في ذلك ، ولما أتاه شاب يستأذنه في الزنا وعاتبه القوم قال لهم ” مه مه ” ثم أخذ يسأل الفتى ” أتحبه لأمك ، أفتحبه لابنتك ، أفتحبه لأختك .. ” فما زال يسأله ويحاوره بالعقل حتى زال ماكان يجده ولم يعد يلتفت إليه البتة .
2. التحفيز للمبادرة .. كما في قصة الرجل الذي جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم مالا ، فأعطاه فأسا وحبلا وقال له ” لأن تحتطب على ظهرك خيراً لك من أن تسأل الغير أعطوك أم منعوك ” …
3. توفير البدائل .. لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة ، شكى أصحابه من سوء تعامل اليهود في السوق ، وقد كانوا مسيطرين على التجارة آنذاك ومحتكرين لها ، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن خطّ سوقا في المدينة وقال لأصحابه ” هذا سوقكم “.
و بتطبيق هذا المنهج النبوي في التغيير في واقعنا ، نكون قد سلكنا الطريق الأسلم والأفضل للانطلاق نحو النهضة والتجديد
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
